..‏و في الغرب أيضا ينتظرن

‏تختلف الأسباب والتأخر واحد فأعداد ا لفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد أن وصلن إلي سن حرجة في تزايد مستمر في أوروبا والولايات المتحدة أيضا‏.‏وربما يعتقد البعض ان الفتيات في تلك الدول المنفتحة يتمتعن بالحرية المطلقة ولا يتعرضن لأي ضغوط من جانب الأهل والمجتمع للزواج

وبالتالي لا يشعرن بحجم المشكلة التي تطبق علي انفاس الكثيرات في المجتمعات العربية إلا أن ذلك غير صحيح‏.‏فبعيدا عن المشاكل الديموجرافية التي تسببها مشكلة تأخر سن الزواج في المجتمعات الغربية نجد أن المشاعر والاحتياجات الانسانية واحدة في كل مكان ولكن تختلف طرق التعبير عنها‏.‏

ونظرا لأن المجتمعات الغربية اعتادت منذ زمن بعيد علي الا تدفن رؤوسها في الرمال وتعلمت الجرأة في التعبير عن الرأي ظهرت الكثير من الكتب والافلام والمسلسلات التي تتناول المشاكل الاجتماعية والنفسية والعاطفية التي تتعرض لها الفتيات التي تخطين الثلاثين دون زواج اشهرها علي الاطلاق رواية‏'‏ يوميات بريدجيت جونز‏'‏والتي تحولت فيما بعد إلي فيلم ومسلسل‏'‏ الجنس والمدينة‏'.‏كما تحفل شبكة الانترنت بالكثير من المدونات الخاصة بغير المتزوجات أغلبها يتمتع بالصدق اللاذع وروح الدعابة العالية‏.‏

واللافت للنظر أن الهدف الأول لأغلب هذه المدونات هو محاولة تغيير الصورة النمطية للفتاة غير المتزوجة بوصفها فتاة كئيبة وحيدة تعاني من اضطرابات نفسية‏.‏فعلي سبيل المثال حرص موقع احدي هذه المدونات علي تفنيد ما وصفه بأهم افكار خاطئة شائعة عن تلك الشريحة من المجتمع‏:‏
‏
-‏الانطباع السائد‏:‏ غير المتزوجة تعاني من الوحدة

الواقع‏:‏الوحدة لا تقتصر علي فئة بعينها فالكل‏(‏الرجال والمتزوجات وحتي الاطفال‏)‏ يعاني من الوحدة في وقت ما من حياته‏.‏صحيح ان مسببات الوحدة قد تكون أكثرلدي غير المتزوجات إلا أن اعتزازهن باستقلاليتهن وقدرتهن علي حسن استغلال وقتهن وطاقتهن أكبر‏.‏
‏
-‏الانطباع السائد‏:‏غير المتزوجة إمرأة كئيبة ومنطوية ولا تهتم بمظهرها

الواقع‏:‏ تشير الإحصائيات إلي أن نسبة أكبر من غير المتزوجات أكثر اهتماما بمظهرهن واحرص علي العلاقات الاجتماعية عن المتزوجات‏.‏ كما أن الكثيرات منهن يخصصن جزء من وقتهن للعمل العام وهو ما يجعلهن اكثر انفتاحا علي المجتمع‏.‏
‏
-‏الانطباع السائد‏:‏غير المتزوجة متوترة ومثيرة للمشاكل

الواقع‏:‏ يحلو للكثيرين تطبيق نظرية‏'‏القنبلة الهرمونية الموقوتة‏'‏ لتفسير أي سلوك من جانب غير المتزوجة حتي لو كان مبررا‏.‏وبالتالي هم لا يتعاملون معها بحيادية ولكن من خلال الصورة النمطية في اذهانهم‏.‏

وبخلاف محاولة تغيير الصورة النمطية للفتاة غير المتزوجة تحرص بعض المدونات علي بث نصائح الخبراء النفسيين لغير المتزوجة للاستمتاع بالحياة‏(‏ دون ان يعتبر ذلك تحريضا علي عدم الزواج‏)‏ ومن أهم تلك النصائح‏:‏
‏
-‏عيشي حياتك الآن ولا تؤجليها انتظارا لما سيأتي‏.‏فعندما تمنعين نفسك من المشاركة في الحياة بحجة انك غير متزوجة فانك بذلك تخنقين روحك وتغذين شعورك الداخلي بعدم الرضا عن وضعك‏.‏
‏
-‏وثقي علاقتك باسرتك واصدقائك فكلما اتسعت علاقاتك الاجتماعية واحسنت اختيار من تعتمدين عليهم في وقت الشدة تضاءل شعورك بالوحدة
‏
-‏ضعي هدفا لحياتك‏.‏فكري فيما تحبين ان تفعلي لنفسك وأن تقدميه للاخرين فهذا كفيل باعطائك طاقة ودفعة للحياة وللاستيقاظ كل صباح‏.‏فسواء كنا متزوجين أو غير متزوجين الهدف ينبع من داخلنا وليس من الأخرين‏