قمة مبارك ـ عباس وتثبيت اتفاق مكة

تنطوي القمة التي عقدها أمس الرئيس مبارك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي أهمية بالغة‏,‏ نظرا لانها استهدفت في المقام الأول تثبيت اتفاق مكة بين فتح وحماس‏,‏ والذي يقضي باقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية‏,‏ وصولا الي رفع الحصار السياسي والاقتصادي عن الشعب الفلسطيني‏.‏ ومما لا شك فيه أن تثبيت اتفاق مكة مسألة ملحة تتضافر الجهود العربية لتحقيقه‏,‏

حتي يمكن في ظل استقرار الأوضاع السياسية الفلسطينية‏,‏ التحرك قدما صوب احياء عملية السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي‏.‏ وليست مبالغة في التحليل السياسي أن يشير عدد من المراقبين الي أن أجواء وملابسات الاجتماع الثلاثي الذي عقدته كوندوليزا رايس في القدس في‏19‏ فبراير الحالي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس‏,‏ ورئيس وزراء إسرائيل ايهود أولمرت كشفت عن أن إسرائيل تستهدف افشال اتفاق مكة‏,‏ نظرا لأن الاتفاق لا يحقق أحلامها‏,‏ علي حد تعبير صحيفة هاآرتس الإسرائيلية‏.‏ ومن هنا كان اصرار أولمرت ثم الرئيس الأمريكي بوش علي ضرورة اعتراف الحكومة الفلسطينية بشروط الرباعية الدولية وابرزها الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف‏,‏ ونظرا لهذا الموقف المتشدد والمتصلب لإسرائيل وأمريكا فشل الاجتماع الثلاثي‏,‏ ولم يتطرق كما كان مقررا لبحث القضايا النهائية ومنها الحدود‏,‏ واللاجئين‏,‏ والقدس‏.‏

ولذلك‏,‏ فإن مصر بقيادة الرئيس مبارك بادرت ببذل جهودها لاحياء عملية السلام‏,‏ وكان هذا محور مباحثات الرئيس مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس الأول‏,‏

وأكد الرئيس مبارك أن الوقت لم يعد يتسع لحلول مؤقتة أو احادية للقضية الفلسطينية‏,‏ وأن الوقت قد حان للتوصل الي اتفاق سلام شامل‏,‏ وطالبت القمة المصرية ـ الأردنية بسياسات فلسطينية واضحة وقوية تلزم إسرائيل بالسلام‏.‏ وفي سياق احياء عملية السلام‏,‏ أجري الرئيس مبارك مباحثات أمس مع مفوضة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي بنيتافريرو فالدنر لتنشيط الدور الأوروبي في دفع عملية السلام‏.‏

ومن المؤكد أن مصر بقيادة مبارك سوف تواصل جهودها التاريخية حتي يبدو في أفق الشرق الأوسط إمكان الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية‏.‏