Admin Admin
عدد الرسائل : 832 تاريخ التسجيل : 18/02/2007
| موضوع: الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين:نجيب محفوظ انتهي شاعرا الثلاثاء فبراير 27, 2007 1:55 am | |
| الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين: نجيب محفوظ انتهي شاعرا!حوار: خالد السرجاني محمد علي شمس الدين أحد الأصوات الشعرية اللبنانية البارزة, وهو من جنوب لبنان, له12 ديوانا, وقد جاء إلي القاهرة للمشاركة في ملتقي الشعر الذي عقد بالمجلس الأعلي للثقافة بين يومي10 و13 فبراير, حيث التقيناه وأجرينا معه هذا الحوار: * إلي أي مدي أثر جنوب لبنان في شعرك؟ * الجنوب اللبناني هو أولا مسقط الرأس, حيث أيام الطفولة والصبا, والملاذ والسكن, ومسرح لعب الصبا في الحقول وبين شتلات التبغ وكروم العنب علي الصخور, أنا ابن جدي, ألوذ تحت جناحيه كما يلوذ طائر صغير في العش, نعم هذا هو الأصل, حيث المكتبة مكتبة الجد التي التهمت ما فيها من كتب, وإن كانت قديمة. قرأت هناك المعري والتوحيدي والجاحظ, وقرأت السيرة الحسينية, وقرأت الشريف الرضي, وحفظت الأشعار, وسرحت مع أحلام الصبي التي انتقلت من الخارج إلي الداخل بعد أن غادرت الجنوب.
انتقل الجنوب من الخارج إلي العصب, فأصبح عصبا, فأنا هنا في القاهرة أقيم في عصب جنوبي, ما هو؟ إنه إنشاد ملحمي وأيضا حزين وأيضا غيبي انخطافي. * في ضوء حضورك الملتقي أين يوجد مركز الشعر العربي الآن؟ * ليس هناك تموضع للشعر, هناك مساحات مشتركة, فحينما نذكر تاريخيا الشعر في العراق من أيام المتنبي حتي اللحظة الراهنة, مرورا بالسياب والبياتي, فإنك تذكر شعراء الشام والشعر في مصر, فالشعر عابر للأوطان, فالمتنبي الذي نبغ في بلاط سيف الدولة في حلب حمل ذاته إلي مصر وإلي العراق, فتموضع الشعر, قول يأتي بافتراضات غير بريئة, والآن أنت تجد الشعر في أكثر من موقع, ثم إنه حتي ولو عشش في مكان فإنه قادر علي أن يطير في كل مكان.
فصلاح عبدالصبور, وإن نبغ في مصر, إلا أنه هو معاصرنا نحن أيضا في لبنان, والشعراء اللبنانيون موجودون, والآن تجد شعرا في أكثر من موقع ومكان, وأنا أقول يجب ألا نغمض الطرف عن البلاد البعيدة. الشعر العراقي خلال الحرب التي لاتزال مستمرة انطلق في كل مكان. شعراء العراق هاجروا كطيور إلي سبعة أقطار الدنيا, فطلعت القصائد من لندن والدنمارك وباريس ومصر اليمن, والشعراء علي الرغم من أن أصلهم عراقي, فإن الأحاسيس والأفكار تكونت في مناطق أخري, فالبعد عن الوطن يصبح هنا ملمحا يسهم في صنع حال القصيدة. * يقال: إن الجوائز العربية والعالمية تضع الشعر في المرتبة الثانية, هل هذا صحيح؟ * الترتيب فكرة غير ذات مصداقية, الشعر هو فن أول, كما الرواية هي فن أول, والمسرح أيضا فن أول, وإذا نظرت إلي التطور التاريخي للفنون في الغرب بعد الحروب العالمية, فستجد أنه برزت الدادايية ثم المستقبلية فالسريالية, وهذه النظريات تحولت مع الأيام إلي حساسيات تراها في جميع الفنون, هكذا إذن تشيع المناخات ولا تستطيع أن ترتب هذا أول وهذا ثان وهذا ثالث, أنا لا أؤمن بها تلك الأفكار الساذجة حول ترتيب الأولويات.
هناك من وصل إلي الشعر في آخر حياته الروائية. أعطيك مثالا صارخا علي ذلك, نجيب محفوظ الروائي الراحل, وصاحب أضخم إنتاج عربي معاصر, انتهي في أصداء السيرة الذاتية وأحلام فترة النقاهة إلي الشعر الخالص. روائي كنجيب محفوظ انتهي شاعرا, عندما يتحدث في أصداء السيرة الذاتية عن عبدربه التائه, فهو يستعمل مدي الحلم الذي هو أساس الشعر, وإذا أخذت كلاما لروائي أنا أحبه جدا هو الطيب صالح, يقول: إن الشاعر كان ولايزال يختزل الحقيقة الإبداعية والحقيقة الفنية والحقيقة الوجودية بكلمات قليلة يطلقها كرات من النار في الأزمنة, وهو في ذلك يسبق الروائي الذي يجد ويجتهد لآلاف الصفحات لكي يقول شيئا ما يقوله الشاعر في كلمتين. * هل كتبت قصائد من وحي أحداث جنوب لبنان الأخيرة؟ * كتبت قصيدة بعنوان الغيوم التي في الضواحي, وكتبت أخري بعنوان عرس القاسم عن قانا, وثالثة بعنوان زيارة خاصة إلي موقع الغراب, وقد ظهرت كلها في ديواني الأخير الغيوم التي في الضواحي, وهو الديوان الثاني عشر في مسيرتي الشعرية, ويضم القصائد المكتوبة بين عامي2002 و2006 | |
|